الجمعة، 5 ديسمبر 2014

سر البركة التي حلتْ في حياتي.. (سورة البقرة)


أسرتْ إلي قائلة: لطالما أهاب دخول الشتاء بعد الحر, ودخول الصيف بعد البرد بلا مبرر!, حتی اعتدتُ على ذلك كل عام, وصار خوفي في نهاية الفصول عادة، وحين لم يحدث ذلك معي هذا العام تعجبتُ, ورحتُ أفتش عن السبب..
وكنتُ كذلك أهاب الحديث عن المستقبل وأخشى من مستقبل قاتم موحش مرعب بسبب إرهاصات واقع أمتنا الكئيب المؤسف الذي نعيشه, فيضيق صدري على مستقبل لم يأتي بعد حتى أكدر له صفو حاضر جميل أعيش فيه ولا أشعر بقيمته, وقد يلازم ضيقتي تلك شلالات من الدموع تهوي على صخور القلق التي ترقد في أعماقي, فتنهك قواي وأمرض جراء تشاؤمي ذاك!.. لكني منذ فترة لم أعد أشعر بهذا الشعور أيضا, بل إنني بحمد الله أشع تفاؤلا وبشرا رغم أن الإرهاصات تزداد كآبة!!.. ولقد تعجبت من حالي, ورحتُ أيضا أفتش عن السبب..

قلتُ: إن كنتِ وجدتِ السبب فإلي به فقد شوقتني لمعرفته.. وكثير من الناس في هذا الكون الفسيح يشكون مما شكوتِ منه لكن بنسب متفاوتة, ولعل تجربتك تستحق أن تدون كنصيحة ليستفاد منها بإذن الله..

قالت وابتسامة هادئة تتمدد على شفتيها: نعم وجدتُ السبب ووقفتُ عليه...
أتعلمين ما هو؟؟
كل هذا من بركات سورة البقرة التي ألزمتُ نفسي بقراءتها يوميا طلبا لبركتها.. لا لشيء آخر.
نعم, لا تعجبي... لقد ألزمت نفسي بقراءتها يوميا! ولقد حصلتُ من بركتها في هذا العام ـ بحمد الله ـ فوق ما أرجو وأؤمل, سواء في نفسي أو في بيتي أو في زوجي أو في مالي وأبنائي أو في أهلي وعائلتي..
 وفوق كل هذا.. نظمتْ لي وقتي بفضل الله, وقد كنتُ أظن قبل أن أبدأ بقراءتها أنّ جعلَها وردا يوميا لي سيستهلك وقتي, ويستنفد طاقتي, وسيجعلني أقصر في مهامي وأشغالي, لكني أدركتُ يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر أنها بركة عظيمة في حياتي, ولم تعد تستغرق مني أكثر من ثمانين دقيقة فقط وربما أقل, وقد أقرأها في وقت أقضيه في مطبخي أو أثناء عملي أو حتى أثناء وقت خصصته للمشي بعد أن بارك الله في وقتي!, بل إني من بركتها قد خصصت وقتا لورد قرآني آخر عشتُ عمرا أحاول أن أحافظ عليه وفي كل مرة أفشل.. فالحمد لله وحده..

ثم ختمتْ حديثها العجيب هذا بقولها:
 ليت بيدي أن أسر بهذه الوصفة المباركة لكل أحد أصادفه, فوالله ما أحوجنا جميعا لبركة القرآن في حياتنا!

قلت: صدقت, لا أشك أبد في أن لسورة البقرة تأثير مبارك على قارئها, فكما قال المصدوق عليه الصلاة والسلام أن أخذها بركة, وكم تضيق بنا الدنيا ولا يبقى لنا فيها متنفسا يسلينا إلا عبر تلاوتنا لكتاب الله وتأملنا فيه لننهل من حكمه ومواعظه, وكم عافى الله أبدانا من أسقامها الروحية والجسدية المستعصية بها, فبارك الله لك فيما استحدثت من عادة (وأنعم بها من عادة), وبارك الله في نصيحتك هذه, وإني لأسأل الله أن ينفع بها, ويكتب لك أجر من يأخذ بنصيحتك هذه مضاعفا في صحائفك يوم تلقينه.

وها هي نصيحتها قد دونتها لكم أحبتي عل بيننا من أنهكه البحث عن دواء كاف شاف لجميع أسقامه الروحية والجسدية ..
فأين المشمرون؟ وأين الباحثون عن البركة في حياتهم؟

المزيد عن فضائل سورة البقرة:http://www.alukah.net/sharia/0/73106/

اللهم ارزقنا حياة طيبة مباركة, واجعلنا جميعا من أهل كتابك الذين هم أهلك وخاصتك, واجمعنا بأحبتنا في جنات نعيم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


حرر ونشر في 9 نوفمبر‏، 2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق