الخميس، 20 يونيو 2019

المشاهد الناقصة.. هل تكتمل؟


في مشوار حياتنا كم نحيا ونحن نترقب اكتمال الأحداث الناقصة حولنا، نعيش على أمل معاينة المشاهد الناقصة والنهايات المرضية لكثير من الحكايا والأحداث التي نعايشها ونحتك بها بشكل مباشر وغير مباشر.
قد نشهد نهاياتها التي نرجو، وقد يطول بنا الانتظار، وقد تنتهي منّا الأجال قبل اكتمال تلك المشاهد والأحداث!.
ونظل نستحث تلك القصص الناقصة كي تكتمل بحماس نبدي بعضه ونخفي بعضه لتشفي غليلنا وتروي ظمأنا.
فهنا ابن عاق قد طغى في العقوق وتمادى في غفلته وقسوته وادباره عن والديه ولمّا يصفعه الزمن بأبناء عاقين بعد!
وهناك أرملة كافحت وجاهدت حتى صنعت رجالا ناجحين يفخر بهم المجتمع ولمّا يحملوها على أكف الراحة بعد!
وهذا زوج قاس كبركان ثائر، يزأر ويزمجر ويبطش ويهدد، وأمامه زوجة حليمة حنونة صابرة لمّا يعرف قيمتها بعد!
وذاك ظالم متكبر متجبر.. بغى وطغى واستفحل في طغيانه وقهره للمستضعفين واذلالهم ولمّا ينتقم القهار المنتقم منه بعد!
نعم نضع سناريوهات في خيالنا لنهايات تلك القصص لكن الخيال لا يروي ظمأنا لرؤية المشاهد والأحداث الناقصة على أرض الواقع.
وأمام هذه الرغبة الملحة داخلنا نشعر بحيرة حقيقية.. ترى هل نرجو من الله أن تطول حياتنا لنشهد ما نتتوق لمشاهدته من أحداث ناقصة في أكثر القصص إثارة في حياتنا؟!
أم علينا ألا نشغل أنفسنا ونرهق عواطفنا في انتظار مثل هذه الأحداث الثانوية؟ فلكل قصة نهاية عادلة يقدرها الله على أصحابها، لا يلزم أن نعاينها، بل يكفي أن نستيقن بالجزاء الالهي العادل لكل فعل بشري فيها، سواء أكان خيرا أم شرا، وسواء أكان هذا الجزاء معجلا في الدنيا أو مؤخرا في الآخرة، فالدنيا دار عمل وليست دار جزاء، ولنلتفت لمراقبة أنفسنا لكي نملي أحداث قصصنا نحن، ونهاياتنا نحن.. فهذه القصص هي القصص الوحيدة التي تهمنا، وهي القصص الوحيدة التي بيدنا تغيير مسار أحداثها واختيار نهاياتها السعيدة بأنفسنا وفق سبل النجاة التي حددها لنا خالقنا سبحانه وتعالى.

بقلمي حفصة اسكندراني
١٦ شوال ١٤٤٠ه

هناك 3 تعليقات:

  1. صحيح هذه دنيا ولا يد من النقصان
    والمومن مبتلى ومأجور

    ردحذف
  2. صحيح هذه دنيا ولا يد من النقصان
    والمومن مبتلى ومأجور

    ردحذف
  3. قرات و استمتعت فكل النهايات سعيدة من عين الرضى،،،،
    اما الدنيا فليست للكمال والاكتمال بل للاحسان ،،،
    لا تدرك عقولنا الصغيرة المآلات ،،ففي النهاية المسارات صحيحة ،،
    بوركت ، وجعل الله قلمك مطيتك الى الجنان.

    ردحذف